الرئيسية
من طرف أمراض الكمبيوتر .. فاقت الوصف
إعوجاج العمود الفقري.. ضعف الإبصار.. الاّتئاب.. تراجع الإبداع.. أهم المشاّل
ارتداء نظارات عاكسة للأشعة وقطرات لحماية العيون.. ضرورة
الأطباء :
احذروا الجلوس أمام شاشته كثيراً
ممارسة الرياضة الحل السحري لمواجهة الآثار الجانبية
تحقيق:
أشرف أبوسيف عزة يحيي
أهمية الكمبيوتر في حياتنا حقيقة لايمكن أنكارها ولكن أحدث الدراسات العلمية كشفت عن خطورة الاسراف في الاستخدام اليومي حيث يؤدي الي أمراض تفوق الوصف وتتمثل في اعوجاج العمود الفقري وآلام مبرحة في المفاصل والعظام وتآكل في الفقرات وضعف الابصار والكثير من المتاعب النفسية أهمها الاكتئاب وتراجع الابداع.
"المساء الاسبوعية" ناقشت القضية مع الاطباء في العديد من التخصصات فاكدوا ان التعامل مع الكمبيوتر لفترات طويلة بسبب قدرته علي أداء الكثير من الأعمال وفي نفس الوقت يستطيع الجالس أمامه الانفتاح علي العالم بكل مافيه مما يؤدي علي المدي الطويل الي الاصابة بالعديد من الاعراض التي تتحول مع مرور الوقت الي أمراض مزمنة قد يصعب الشفاء منها ويصبح الشخص غير قادر علي مواجهة مشاكله اليومية بسبب انهماكه بشكل غير صحي وطبيعي مع الكمبيوتر والانترنت.
قالوا ان هناك عددا من الاحتياجات التي يجب مراعاتها خاصة لمستخدمي الكمبيوتر بكثافة وذلك تلافيا للاثار السلبية والتي تتمثل في ارتداء نظارات عاكسة للاشعة الصادرة من الكمبيوتر وقطرات بديلة للدموع حيث ان العين تظل مفتوحة لفترات طويلة مما يؤدي الي جفافها.
أشاروا إلي اهمية عدم الجلوس لساعات طويلة ومتصلة أمام الكمبيوتر والقيام بين كل فترة لممارسة بعض التمرينات الرياضية البسيطة مع ضرورة ممارسة رياضة المشي بصفة دائمة فهي تمثل الحل السحري للحد من امراض ومخاطر الكمبيوتر.
* د. عادل نصير وكيل كلية العلاج الطبيعي لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة يقول ان التعامل مع الكمبيوتر أصبح يستغرق من المتعاملين معه وقتا طويلا للغاية بسبب جاذبيته وقدرته علي أداء الكثير من الاعمال الخاصة بهم وهو مايمكن أن يمثل خطورة علي الشخص خاصة اذا كان جالسا بطريقة خاطئة أو ان الكرسي الجالس عليه غير مصمم بطريقة سليمة وهو مايجعل العمود الفقري يأخذ وضعا خاطئا وبمرور الوقت يحدث التقوس للعمود الفقري وتزداد الآلام المصاحبة لذلك والتي غالبا لايشعر بها الشخص الا بعد مرور وقت طويل من التعامل مع الكمبيوتر.
يضيف طالما أن التعامل مع الكمبيوتر أصبح ضرورة ملحة لاغني عنها فلابد أن يكون هناك احتياطات يتخذها الشخص لتلافي الآثار السلبية لذلك وهي تتمثل في الجلوس بطريقة صحيحة بحيث يكون الظهر عموديا علي الحوض بدون انحناء حتي لايتقوس الظهر ويأخذ هذا الانحناء كما لابد أن تكون المنضدة الموضوع عليها الكمبيوتر ثابته وبارتفاع مناسب لوضع الكرسي حتي لايقوم مستخدم الكمبيوتر بثني الرقبة او الفقرات القطنية بطريقة خاطئة.
يشير الي ضرورة الا يجلس الشخص أمام الكمبيوتر لساعات طويلة متواصلة بل عليه ان يقوم من امامه كل 45 دقيقة علي الاقل والقيام ببعض التمرينات البسيطة لتنشيط العضلات ومن المهم جدا ان يمارس مستخدم الكمبيوتر الرياضة بصفة دائمة والسير يوميا لمدة ثلث ساعة علي الأقل لأن المشي حل سحري وكنز لانعرف فوائدة حيث يقضي علي أي آثار جانبية لاستخدام الكمبيوتر بشرط ان يتم ذلك بارتداء حذاء رياضي مناسب حتي لايؤدي ذلك الي آلام في الظهر.
تفاقم المشكلة
* د. محاسن علي حسن أستاذ المخ والأعصاب كلية طب قصر العيني تقول أن المغالاة والمبالغة في استخدام الكمبيوتر تسبب الكثير من الامراض العصبية والنفسية خاصة لصغار السن فاصبحنا نجدهم يشكون من الصداع المزمن والنسيان والارهاق والتوتر واخير ارتفاع ضغط الدم.
وكل هذه الامراض لم تكن تصيب الصغار علي الاطلاق قبل استعمال الكمبيوتر بصفة خاصة وغيره من الاجهزة الحديثة.
اضافت ان المشكلة تتفاقم بشكل ينبغي التوقف امامه وعلاجه سريعا حتي لانفاجأ بان الاجيال الجديدة سوف تتوقف قدراتها العقلية عن الابتكار والابداع والتفكير والتركيز نظرا لتوقف المواد الكيميائية التي يفرزها المخ في حالته الطبيعية بعيدا عن الجلوس امام الكمبيوتر.. فالمسارات العصبية لاتعمل بكفاءة خلال التواصل مع هذا الجهاز نفس الشئ بالنسبة للقدرات الجسدية فلن يستطيعوا العمل والحركة فقد اكدت الدراسات الحديثة ان اكثر من 90% من الاشخاص الجالسين امامه يصابون بالامراض السابقة.
قالت ان الاسوأ هو اصابة الصغار بمرض ادمان الكمبيوتر فبعد مرور فترة من الزمن لن يستطيعوا الاستغناء عنه ويميلوا الي العصبية الشديدة.
ايضا التعرض لموجات الاشعاع الصادرة بصفة مستمرة عنه تؤثر علي الحالة الصحية والنفسية.
نوبات صرع
* د. محمد نايل أستاذ جراحة المخ والاعصاب كلية طب قصر العيني يقول ان بعض المصابين بحالات الصرع البسيطة من الخطأ القيام باستعمال الكمبيوتر خاصة لان تعرضهم للضوء المنبعث منه يجعلهم يصابون بنوبات صرع متكررة.. والمعروف أن الاشخاص الذين يتعاملون معه بشكل عشوائي وبدون تقنين ولمجرد التسلية واضاعه الوقت هم أكثر الاشخاص اصابة بالانطواء والعزلة وبالتالي قد يصابون في مراحل متأخره بالاكتئاب.
أشار الي أن كثرة استعماله واستخدام "الماوس" يصيب مفصل اليد اليمني بالتهاب نتيجة الضغط المستمر علي العصب الاوسط مسببا حدوث آلام بالاصابع وتنميل لليد مما يستدعي التدخل الجراحي لتسليك العصب.
* د. طارق عكاشة استاذ الطب النفسي جامعة عين شمس يقول لاأحد ينكر أهمية التعامل مع جهاز الكمبيوتر باعتباره إحدي أدوات العصر الذي نعيشه وبالتالي لانستطيع ان ننكر فوائده المتعددة.. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الاسراف والمبالغة في استخدامه بلا طائل أو منفعة خاصة في مراحل الطفولة والشباب فعلي سبيل المثال يجلس الصغار ساعات متواصلة أمامه لمجرد التسليه واللعب والخطير في هذه الالعاب التي يمارسونها بواسطته هي الاضواء والحركات السريعة التي تنبعث منها مؤثرة علي خلايا الجهاز العصبي.
اضافة الي ان الجلوس لاكثر من 4 ساعات لمجرد اللعب او الحوار يجعل الانسان أكثر انعزالية ويصاب بالخوف ولايستطيع التعامل وجها لوجه مع الآخرين علي المدي الطويل.
هناك ايضا مايعرف بادمان الانترنت.. هؤلاء الاشخاص بعد مرور الوقت ونتيجة للاستخدام اليومي يصبحون اكثر عصبية ولايستطيعون التركيز بشكل جيد وبالتالي يفقدون القدرة علي العمل والحركة والابداع والابتكار.
قال هناك نقطة هامة ينبغي ادراكها فكلما كان الانسان يعمل بشكل طبيعي ويتعامل مع غيره من البشر كان اكثر صحة ونشاطا وكلما كان المخ يؤدي عمله بصوره طبيعية تأخرت او انعدمت حالات الاصابة بالزهايمر الذي يصاب الانسان به نتيجة عدم استعمال جهازه العصبي بشكل جيد.
تأثيرات سلبية
* د. محمد فريد رئيس قسم العظام بكلية طب جامعة عين شمس يشير الي وجود عدة تأثيرات سلبية علي عظام الجسم نتيجة التعامل بشكل يومي مع أجهزة الكمبيوتر ولساعات طويلة قد تصل الي اكثر من 6 ساعات متواصلة وللاسف معظم الشباب لايدركون خطورة الاصابة علي الفقرات العظمية.
لعل اكثرها اصابة وتلفا الفقرات العنقية والقطنية والعجزية نتيجة لحدوث اجهاد مستمر لجزء من العمود الفقري يسبب تقلصا في العضلات وبالتالي يصاب العمود الفقري باعوجاج من الصعب اعادته للوضع الطبيعي.
واذا استمر التعامل مع الكمبيوتر لمدة تتراوح من 6 أشهر الي سنة تصاب المفاصل بالتليف مع حدوث آلام شديدة أثناء الجلوس أو الحركة.
قال هناك ايضا اصابات في منطقة اسفل العنق والمشكلة في آلام العظام واصاباتها انها لاتستجيب للعلاج خاصة اذا لم يتم تدارك الامر منذ البداية وتصحيح وضع الجلوس والتعامل مع هذا الجهاز العصري بشئ من التعقل.. لذلك انصح مستخدمي الكمبيوتر بالابتعاد عن الجلوس امامه لاكثر من ساعة مع اهمية القيام بعملية تدليك لعظمتي اللوح واسفل العنق والظهر حتي لايحدث تقلص للعضلات ويتحول الي مرض مزمن لايمكن علاجه وبالتالي يتوقف معه الانسان عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.
ضعف العضلات
* د. محمد المراكبي استشاري امراض العظام: يؤكد ان الموجات الكهربائية التي تنبعث من جهاز الكمبيوتر تؤثر علي سائر اجهزة الجسم.. اما الاخطر منها فهو الاستعمال المتكرر ولعدة ساعات متصلة بلا انقطاع فمن المعروف ان الجلوس حتي لو لفترة قصيرة يضعف العضلات ويؤثر علي قدرتها علي الحركة كما انه يقلل من نسبة الكالسيوم الموجودة في العظام وبالتالي يصاب الانسان بهشاشة عظام في سن مبكرة.
اضاف ان غضاريف العظام ليس بها شرايين تتغذي من خلالها ولكنها تتغذي من خلال حركة المفاصل وعندما يجلس الانسان لساعات طويلة تبدأ الغضاريف في التآكل والتهالك.
اما العمود الفقري فيصاب بالتشوهات والاعوجاج التي لايمكن علاجها وفي المراحل المتأخرة يحدث تآكل لبعض الفقرات ومن ثم لايستطيع الانسان المشي أو الحركة.
يشدد د. المراكبي علي اهمية ممارسة الرياضة عند استعمال الكمبيوتر يوميا مع ضرورة القيام بتمرينات رياضية داخل المنزل اوالمشي لاتتأثر العظام.
الاستعمال السييء
* د. يحيي احمد زكريا استاذ طب الصناعات قصر العيني يؤكد ان اضرار الجلوس امام الكمبيوتر لساعات طويلة ومتصلة متعددة ومتنوعة بداية من ضعف الابصار والاصابة بصداع مستمر وزغللة تصيب الانسان بعدم وضوح الرؤية.
اضافة الي حدوث آلام مبرحة في المفاصل والعظام خاصة عظام الرقبة والرسغين والفقرات القطنية من العمود الفقري.. والاخطر من هذا اصابة الخلايا العصبية بالمخ وضعفها فلا تؤدي عملها بكفاءة نظرا لان التعامل مع هذا الجهاز يتحول بعد مرور الوقت لنوع من الادمان بحيث لايستطيع الشخص ان يستغني عنه وهذا هو الاستعمال السيئ الذي نحذر منه كأطباء.
اشار الي ان الدراسات الحديثة اثبتت خطورة الاصابات والامراض المحتمل حدوثها نتيجة استخدام الكمبيوتر خاصة بالنسبة للشباب والصغار الذين يجلسون امامه لساعات طويلة وبصفة مستمرة يوميا.
اضاف انه لاغني عن استخدام الوسائل العصرية والحديثة في عالم اليوم لكن لابد وان يتم ذلك بطريقة سليمة لان الاسراف في استخدام التكنولوجيا مضاره متعددة وللاسف لاتظهر نتائجها السلبية الا بعد فوات الاوان.
* د. حسن الباز استاذ الرمد بجامعة الازهر يؤكد ان كثرة استخدام الكمبيوتر له آثار ضاره علي العين حيث يؤدي الي ضعف في قوة الابصار أو ما يطلق عليه "الاستجماتيزم" وهو عدم تساوي تحدب القرنية في جميع الاتجاهات بنصف درجة تقريبا.. وايضا الاشعة المختلفة الناتجة عن أجهزة الكمبيوتر تؤدي الي اصابة العين ببعض انواع الحساسية وجفاف في العين وحرقان واحمرار وهذا ايضا يضر بالغشاء المغطي للقرنية مما يؤدي في النهاية الي ضعف الابصار.
يشير الي ان الشخص الذي يتعامل مع الكمبيوتر لفترات طويلة تظل عيناه مفتوحتان بدون "رمش" مما يسبب ارهاقا للعين والضغط عليها بصورة تضعفها بمرور الوقت.
يؤكد ان قيام الشخص باتخاذ احتياطات في التعامل مع الكمبيوتر شئ اساسي لاغني عنه للحفاظ علي العين تتمثل في الجلوس علي الكمبيوتر علي فترات متقطعة لإراحة العين واستخدام قطرات تعرف ببدائل الدموع لترطيب العين وارتداء نظارات عاكسة لحمايتها من الاشعة الصادرة من الكمبيوتر.
* د. صبحي احمد ربيع استشاري الامراض العصبية والنفسية يقول ان التعامل بوسطية واعتدال مع الكمبيوتر لاغبار عليه ولايمكن الاستغناء عنه حيث انه أحد عوامل الحياة العصرية الذي بدونه يعتبر الشخص اميا ولايستطيع ان يطلع علي احدث مايدور حوله في العالم خاصة بعد ان تراجعت عادة القراءة لدي الكثيرين واصبح الكمبيوتر والانترنت هو مصدر لكثير من المعلومات ولكن الافراط في استخدام الكمبيوتر يؤدي الي انسحاب الشخص من الواقع والمجتمع ويصبح الفرد غير اجتماعي او لايندمج في أمور الحياة والبيئة التي يعيش فيها وبصفة عامة الشخص الذي يستخدم الكمبيوتر لساعات طويلة قد تصل الي 10 ساعات مثلا في اليوم الواحد تتغير سلوكياته بشكل كبير ويميل الي الانطوائية والعزوف عن التواصل مع الآخرين.
يضيف ان انغماس الشخص في التعامل مع الكمبيوتر يمكن ان يدخله فيما يعرف بأحلام اليقظة وتصور اشياء غير واقعية بسبب مايراه في الكمبيوتر وهذا في رأيي اكبر مخاطر الكمبيوتر حيث ينفصل الشخص تماما عن الواقع ويفشل في التعامل مع مشاكله اليومية التي يتعرض لها ويري ان في الكمبيوتر الحل ولو من الناحية النظرية لكل مشاكله التي لن تحل بالطبع سوي بالمواجهة.
يؤكد ان الكمبيوتر مثل اي شئ لذا يجب عدم المغالاة في استخدامه كما في كل انشطة الحياة.. لان التطرف يعني افساد اي شي.. وعدم الاستفادة من الايجابيات الموجودة به وحصد السلبيات فقط.
إعوجاج العمود الفقري.. ضعف الإبصار.. الاّتئاب.. تراجع الإبداع.. أهم المشاّل
ارتداء نظارات عاكسة للأشعة وقطرات لحماية العيون.. ضرورة
الأطباء :
احذروا الجلوس أمام شاشته كثيراً
ممارسة الرياضة الحل السحري لمواجهة الآثار الجانبية
تحقيق:
أشرف أبوسيف عزة يحيي
أهمية الكمبيوتر في حياتنا حقيقة لايمكن أنكارها ولكن أحدث الدراسات العلمية كشفت عن خطورة الاسراف في الاستخدام اليومي حيث يؤدي الي أمراض تفوق الوصف وتتمثل في اعوجاج العمود الفقري وآلام مبرحة في المفاصل والعظام وتآكل في الفقرات وضعف الابصار والكثير من المتاعب النفسية أهمها الاكتئاب وتراجع الابداع.
"المساء الاسبوعية" ناقشت القضية مع الاطباء في العديد من التخصصات فاكدوا ان التعامل مع الكمبيوتر لفترات طويلة بسبب قدرته علي أداء الكثير من الأعمال وفي نفس الوقت يستطيع الجالس أمامه الانفتاح علي العالم بكل مافيه مما يؤدي علي المدي الطويل الي الاصابة بالعديد من الاعراض التي تتحول مع مرور الوقت الي أمراض مزمنة قد يصعب الشفاء منها ويصبح الشخص غير قادر علي مواجهة مشاكله اليومية بسبب انهماكه بشكل غير صحي وطبيعي مع الكمبيوتر والانترنت.
قالوا ان هناك عددا من الاحتياجات التي يجب مراعاتها خاصة لمستخدمي الكمبيوتر بكثافة وذلك تلافيا للاثار السلبية والتي تتمثل في ارتداء نظارات عاكسة للاشعة الصادرة من الكمبيوتر وقطرات بديلة للدموع حيث ان العين تظل مفتوحة لفترات طويلة مما يؤدي الي جفافها.
أشاروا إلي اهمية عدم الجلوس لساعات طويلة ومتصلة أمام الكمبيوتر والقيام بين كل فترة لممارسة بعض التمرينات الرياضية البسيطة مع ضرورة ممارسة رياضة المشي بصفة دائمة فهي تمثل الحل السحري للحد من امراض ومخاطر الكمبيوتر.
* د. عادل نصير وكيل كلية العلاج الطبيعي لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة يقول ان التعامل مع الكمبيوتر أصبح يستغرق من المتعاملين معه وقتا طويلا للغاية بسبب جاذبيته وقدرته علي أداء الكثير من الاعمال الخاصة بهم وهو مايمكن أن يمثل خطورة علي الشخص خاصة اذا كان جالسا بطريقة خاطئة أو ان الكرسي الجالس عليه غير مصمم بطريقة سليمة وهو مايجعل العمود الفقري يأخذ وضعا خاطئا وبمرور الوقت يحدث التقوس للعمود الفقري وتزداد الآلام المصاحبة لذلك والتي غالبا لايشعر بها الشخص الا بعد مرور وقت طويل من التعامل مع الكمبيوتر.
يضيف طالما أن التعامل مع الكمبيوتر أصبح ضرورة ملحة لاغني عنها فلابد أن يكون هناك احتياطات يتخذها الشخص لتلافي الآثار السلبية لذلك وهي تتمثل في الجلوس بطريقة صحيحة بحيث يكون الظهر عموديا علي الحوض بدون انحناء حتي لايتقوس الظهر ويأخذ هذا الانحناء كما لابد أن تكون المنضدة الموضوع عليها الكمبيوتر ثابته وبارتفاع مناسب لوضع الكرسي حتي لايقوم مستخدم الكمبيوتر بثني الرقبة او الفقرات القطنية بطريقة خاطئة.
يشير الي ضرورة الا يجلس الشخص أمام الكمبيوتر لساعات طويلة متواصلة بل عليه ان يقوم من امامه كل 45 دقيقة علي الاقل والقيام ببعض التمرينات البسيطة لتنشيط العضلات ومن المهم جدا ان يمارس مستخدم الكمبيوتر الرياضة بصفة دائمة والسير يوميا لمدة ثلث ساعة علي الأقل لأن المشي حل سحري وكنز لانعرف فوائدة حيث يقضي علي أي آثار جانبية لاستخدام الكمبيوتر بشرط ان يتم ذلك بارتداء حذاء رياضي مناسب حتي لايؤدي ذلك الي آلام في الظهر.
تفاقم المشكلة
* د. محاسن علي حسن أستاذ المخ والأعصاب كلية طب قصر العيني تقول أن المغالاة والمبالغة في استخدام الكمبيوتر تسبب الكثير من الامراض العصبية والنفسية خاصة لصغار السن فاصبحنا نجدهم يشكون من الصداع المزمن والنسيان والارهاق والتوتر واخير ارتفاع ضغط الدم.
وكل هذه الامراض لم تكن تصيب الصغار علي الاطلاق قبل استعمال الكمبيوتر بصفة خاصة وغيره من الاجهزة الحديثة.
اضافت ان المشكلة تتفاقم بشكل ينبغي التوقف امامه وعلاجه سريعا حتي لانفاجأ بان الاجيال الجديدة سوف تتوقف قدراتها العقلية عن الابتكار والابداع والتفكير والتركيز نظرا لتوقف المواد الكيميائية التي يفرزها المخ في حالته الطبيعية بعيدا عن الجلوس امام الكمبيوتر.. فالمسارات العصبية لاتعمل بكفاءة خلال التواصل مع هذا الجهاز نفس الشئ بالنسبة للقدرات الجسدية فلن يستطيعوا العمل والحركة فقد اكدت الدراسات الحديثة ان اكثر من 90% من الاشخاص الجالسين امامه يصابون بالامراض السابقة.
قالت ان الاسوأ هو اصابة الصغار بمرض ادمان الكمبيوتر فبعد مرور فترة من الزمن لن يستطيعوا الاستغناء عنه ويميلوا الي العصبية الشديدة.
ايضا التعرض لموجات الاشعاع الصادرة بصفة مستمرة عنه تؤثر علي الحالة الصحية والنفسية.
نوبات صرع
* د. محمد نايل أستاذ جراحة المخ والاعصاب كلية طب قصر العيني يقول ان بعض المصابين بحالات الصرع البسيطة من الخطأ القيام باستعمال الكمبيوتر خاصة لان تعرضهم للضوء المنبعث منه يجعلهم يصابون بنوبات صرع متكررة.. والمعروف أن الاشخاص الذين يتعاملون معه بشكل عشوائي وبدون تقنين ولمجرد التسلية واضاعه الوقت هم أكثر الاشخاص اصابة بالانطواء والعزلة وبالتالي قد يصابون في مراحل متأخره بالاكتئاب.
أشار الي أن كثرة استعماله واستخدام "الماوس" يصيب مفصل اليد اليمني بالتهاب نتيجة الضغط المستمر علي العصب الاوسط مسببا حدوث آلام بالاصابع وتنميل لليد مما يستدعي التدخل الجراحي لتسليك العصب.
* د. طارق عكاشة استاذ الطب النفسي جامعة عين شمس يقول لاأحد ينكر أهمية التعامل مع جهاز الكمبيوتر باعتباره إحدي أدوات العصر الذي نعيشه وبالتالي لانستطيع ان ننكر فوائده المتعددة.. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الاسراف والمبالغة في استخدامه بلا طائل أو منفعة خاصة في مراحل الطفولة والشباب فعلي سبيل المثال يجلس الصغار ساعات متواصلة أمامه لمجرد التسليه واللعب والخطير في هذه الالعاب التي يمارسونها بواسطته هي الاضواء والحركات السريعة التي تنبعث منها مؤثرة علي خلايا الجهاز العصبي.
اضافة الي ان الجلوس لاكثر من 4 ساعات لمجرد اللعب او الحوار يجعل الانسان أكثر انعزالية ويصاب بالخوف ولايستطيع التعامل وجها لوجه مع الآخرين علي المدي الطويل.
هناك ايضا مايعرف بادمان الانترنت.. هؤلاء الاشخاص بعد مرور الوقت ونتيجة للاستخدام اليومي يصبحون اكثر عصبية ولايستطيعون التركيز بشكل جيد وبالتالي يفقدون القدرة علي العمل والحركة والابداع والابتكار.
قال هناك نقطة هامة ينبغي ادراكها فكلما كان الانسان يعمل بشكل طبيعي ويتعامل مع غيره من البشر كان اكثر صحة ونشاطا وكلما كان المخ يؤدي عمله بصوره طبيعية تأخرت او انعدمت حالات الاصابة بالزهايمر الذي يصاب الانسان به نتيجة عدم استعمال جهازه العصبي بشكل جيد.
تأثيرات سلبية
* د. محمد فريد رئيس قسم العظام بكلية طب جامعة عين شمس يشير الي وجود عدة تأثيرات سلبية علي عظام الجسم نتيجة التعامل بشكل يومي مع أجهزة الكمبيوتر ولساعات طويلة قد تصل الي اكثر من 6 ساعات متواصلة وللاسف معظم الشباب لايدركون خطورة الاصابة علي الفقرات العظمية.
لعل اكثرها اصابة وتلفا الفقرات العنقية والقطنية والعجزية نتيجة لحدوث اجهاد مستمر لجزء من العمود الفقري يسبب تقلصا في العضلات وبالتالي يصاب العمود الفقري باعوجاج من الصعب اعادته للوضع الطبيعي.
واذا استمر التعامل مع الكمبيوتر لمدة تتراوح من 6 أشهر الي سنة تصاب المفاصل بالتليف مع حدوث آلام شديدة أثناء الجلوس أو الحركة.
قال هناك ايضا اصابات في منطقة اسفل العنق والمشكلة في آلام العظام واصاباتها انها لاتستجيب للعلاج خاصة اذا لم يتم تدارك الامر منذ البداية وتصحيح وضع الجلوس والتعامل مع هذا الجهاز العصري بشئ من التعقل.. لذلك انصح مستخدمي الكمبيوتر بالابتعاد عن الجلوس امامه لاكثر من ساعة مع اهمية القيام بعملية تدليك لعظمتي اللوح واسفل العنق والظهر حتي لايحدث تقلص للعضلات ويتحول الي مرض مزمن لايمكن علاجه وبالتالي يتوقف معه الانسان عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.
ضعف العضلات
* د. محمد المراكبي استشاري امراض العظام: يؤكد ان الموجات الكهربائية التي تنبعث من جهاز الكمبيوتر تؤثر علي سائر اجهزة الجسم.. اما الاخطر منها فهو الاستعمال المتكرر ولعدة ساعات متصلة بلا انقطاع فمن المعروف ان الجلوس حتي لو لفترة قصيرة يضعف العضلات ويؤثر علي قدرتها علي الحركة كما انه يقلل من نسبة الكالسيوم الموجودة في العظام وبالتالي يصاب الانسان بهشاشة عظام في سن مبكرة.
اضاف ان غضاريف العظام ليس بها شرايين تتغذي من خلالها ولكنها تتغذي من خلال حركة المفاصل وعندما يجلس الانسان لساعات طويلة تبدأ الغضاريف في التآكل والتهالك.
اما العمود الفقري فيصاب بالتشوهات والاعوجاج التي لايمكن علاجها وفي المراحل المتأخرة يحدث تآكل لبعض الفقرات ومن ثم لايستطيع الانسان المشي أو الحركة.
يشدد د. المراكبي علي اهمية ممارسة الرياضة عند استعمال الكمبيوتر يوميا مع ضرورة القيام بتمرينات رياضية داخل المنزل اوالمشي لاتتأثر العظام.
الاستعمال السييء
* د. يحيي احمد زكريا استاذ طب الصناعات قصر العيني يؤكد ان اضرار الجلوس امام الكمبيوتر لساعات طويلة ومتصلة متعددة ومتنوعة بداية من ضعف الابصار والاصابة بصداع مستمر وزغللة تصيب الانسان بعدم وضوح الرؤية.
اضافة الي حدوث آلام مبرحة في المفاصل والعظام خاصة عظام الرقبة والرسغين والفقرات القطنية من العمود الفقري.. والاخطر من هذا اصابة الخلايا العصبية بالمخ وضعفها فلا تؤدي عملها بكفاءة نظرا لان التعامل مع هذا الجهاز يتحول بعد مرور الوقت لنوع من الادمان بحيث لايستطيع الشخص ان يستغني عنه وهذا هو الاستعمال السيئ الذي نحذر منه كأطباء.
اشار الي ان الدراسات الحديثة اثبتت خطورة الاصابات والامراض المحتمل حدوثها نتيجة استخدام الكمبيوتر خاصة بالنسبة للشباب والصغار الذين يجلسون امامه لساعات طويلة وبصفة مستمرة يوميا.
اضاف انه لاغني عن استخدام الوسائل العصرية والحديثة في عالم اليوم لكن لابد وان يتم ذلك بطريقة سليمة لان الاسراف في استخدام التكنولوجيا مضاره متعددة وللاسف لاتظهر نتائجها السلبية الا بعد فوات الاوان.
* د. حسن الباز استاذ الرمد بجامعة الازهر يؤكد ان كثرة استخدام الكمبيوتر له آثار ضاره علي العين حيث يؤدي الي ضعف في قوة الابصار أو ما يطلق عليه "الاستجماتيزم" وهو عدم تساوي تحدب القرنية في جميع الاتجاهات بنصف درجة تقريبا.. وايضا الاشعة المختلفة الناتجة عن أجهزة الكمبيوتر تؤدي الي اصابة العين ببعض انواع الحساسية وجفاف في العين وحرقان واحمرار وهذا ايضا يضر بالغشاء المغطي للقرنية مما يؤدي في النهاية الي ضعف الابصار.
يشير الي ان الشخص الذي يتعامل مع الكمبيوتر لفترات طويلة تظل عيناه مفتوحتان بدون "رمش" مما يسبب ارهاقا للعين والضغط عليها بصورة تضعفها بمرور الوقت.
يؤكد ان قيام الشخص باتخاذ احتياطات في التعامل مع الكمبيوتر شئ اساسي لاغني عنه للحفاظ علي العين تتمثل في الجلوس علي الكمبيوتر علي فترات متقطعة لإراحة العين واستخدام قطرات تعرف ببدائل الدموع لترطيب العين وارتداء نظارات عاكسة لحمايتها من الاشعة الصادرة من الكمبيوتر.
* د. صبحي احمد ربيع استشاري الامراض العصبية والنفسية يقول ان التعامل بوسطية واعتدال مع الكمبيوتر لاغبار عليه ولايمكن الاستغناء عنه حيث انه أحد عوامل الحياة العصرية الذي بدونه يعتبر الشخص اميا ولايستطيع ان يطلع علي احدث مايدور حوله في العالم خاصة بعد ان تراجعت عادة القراءة لدي الكثيرين واصبح الكمبيوتر والانترنت هو مصدر لكثير من المعلومات ولكن الافراط في استخدام الكمبيوتر يؤدي الي انسحاب الشخص من الواقع والمجتمع ويصبح الفرد غير اجتماعي او لايندمج في أمور الحياة والبيئة التي يعيش فيها وبصفة عامة الشخص الذي يستخدم الكمبيوتر لساعات طويلة قد تصل الي 10 ساعات مثلا في اليوم الواحد تتغير سلوكياته بشكل كبير ويميل الي الانطوائية والعزوف عن التواصل مع الآخرين.
يضيف ان انغماس الشخص في التعامل مع الكمبيوتر يمكن ان يدخله فيما يعرف بأحلام اليقظة وتصور اشياء غير واقعية بسبب مايراه في الكمبيوتر وهذا في رأيي اكبر مخاطر الكمبيوتر حيث ينفصل الشخص تماما عن الواقع ويفشل في التعامل مع مشاكله اليومية التي يتعرض لها ويري ان في الكمبيوتر الحل ولو من الناحية النظرية لكل مشاكله التي لن تحل بالطبع سوي بالمواجهة.
يؤكد ان الكمبيوتر مثل اي شئ لذا يجب عدم المغالاة في استخدامه كما في كل انشطة الحياة.. لان التطرف يعني افساد اي شي.. وعدم الاستفادة من الايجابيات الموجودة به وحصد السلبيات فقط.
